الأربعاء، 27 أبريل 2011

المواردالبشرية الإلكترونية E- Human Resources

كيف نتعامل مع الإقتصاد الحالي ، الاقتصاد الشبكي أو الإقتصاد المعرفي أو الاقتصاد المفرط ؟ فالتكنولوجيا أضحت اليوم في كل مكان سواء داخل الأسواق المتقدمة أو الأسواق النامية ووضعت بين أيدينا فرصة الوصول الفوري إلى أي معلومة وأي شخص ، وتستخدم الشركات التكنولوجيا كوسيلة يمكن أن تكسب من خلالها ميزة تنافسية في السوق .

أما في حالة الموارد البشرية ، فالتكنولوجيا تقدم يد المساعدة في جميع العمليات بدء من مهام التوظيف إلى التقاعد وقد نجحت إلى حد ما في إحداث تغيير جذري في طريقة حصول الموظفين والمدراء على بيانات الموارد البشرية، غير أن التحدي الذي يواجه قادة قطاع الأعمال في الوقت الراهن هو كيفية استخدام التكنولوجيا في مفهوم الموارد البشرية لربط الأشخاص بالمعلومات حيث أثبتت تكنولوجيا المعلومات أن لها أهمية كبيرة اليوم بسبب استخدامها في معظم المؤسسات لزيادة افنتاجية من خلال زيادة قيمة أهم الأصول في أي منشأة والمقصود هنا الأفراد، وقد تم التطرق إلى ذلك في مدونة المحاسب الأول من خلال تدوينات الاصل البشري 1 + 2


تأثير التكنولوجيا على وظائف الموارد البشرية 

من الضروري أن نتطلع إلى إحداث تغييرات في مجال التكنولوجيا والتي يمكن أن يكون لها بالغ الأثر في ممارسات الموارد البشرية وفهم هذه التغييرات من شأنه أن يساعد المدراء الأذكياء على التكيف والإزدهار وبمجرد استغلالك لهذه التغييرات يمكنك حينذاك وبشكل ممتاز الإمساك بميزة تجعلك تتخطى باقي المنافسين في السوق العالمية ، ويمكن أن نرى بكل وضوح تأثير التكنولوجيا على الموارد البشرية من خلال وظائفها والموضحة في النقاط التالية : 

* التوظيف
* التدريب والتطوير
* إدارة الأداء
* سجلات الرواتب والحضور
* منافع الموظفين ....إلى أخره

ففي حالة التوظيف نجد أن التكنولوجيا قد لعبت دوراً إيجابياً للغاية فالتوظيف الإلكتروني هو استخدام التكنولوجيا أو أدوات أي موقع على الإنترنت لدعم عملية التوظيف ، والطرق الرئيسية في التوظيف والتي غالباً ما تستخدمها الشركات هي عرض فرص العمل على مواقع الانترنت والإعتماد على بوابات العمل المخصصة لإمكانية التوظيف واستخدام مواقع التواصل الإجتماعي للحصول على البيانات ومن المزايا الرئيسية للتوظيف الإلكتروني :

1- طريقة اقتصادية لنشر فرص العمل
2- الانتشار الواسع جداً
3- أداة سهلة للتواصل مع الأشخاص من ذوي المهارات المتخصصة
4- تسريع عملية التوظيف ( سرعة نشر فرصة العمل ، استجابة اسرع للطلب ، توظيف سريع )
5- الإطلاع على السير الذاتية في الانترنت على مدار الساعة وفي أي وقت

ولكن في المقابل لا تخلو عملية التوظيف الإلكتروني من المخاطر فعلى الرغم من أنه يساعد في عملية تسريع عملية التوظيف بأكملها إلا أن الخطورة قد تتمثل في أن قائمة المرشحين القصيرة يمكن أن تكون طويلة وأمام عدد كبير من السير الذاتية أضف إلى ذلك إن عملية مراجعة وتصفية هذه القائمة قد تستغرق وقتاً طويلاً ومجهود أكبر وفي حالة أن عملية التصفية لم تجري بصورة صحيحة فإن الشركة ربما تخسر مرشح مثالي على قدر من الكفاءة .

كذلك من الملاحظ هذه الأيام الإستخدام الكبير لمواقع التواصل الإجتماعي والتي تحقق اسرع إستجابة وتفاعل وأكبر دليل على ذلك قيام ثورات الشباب في مختلف البلدان العربية من خلال مواقع التواصل الإجتماعي فما بالك إذا تم إستغلالها الإستغلال الأمثل في عملية التوظيف ونشر فرص العمل الكثيرة فمن يدري ربما نقضي على البطالة بهذه الطريقة وإن كنت أشك في ذلك .

لقد شرعت الكثير من الشركات في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في أعمالها واكتشاف المواهب المحتملة في غضون دقائق معدودة ، أضف إلى ذلك ان التكلفة المنخفضة لهذه الطريقة وإمكانية الوصول إلى شريحة واسعة من الشباب هي ما شجع هذه الشركات على هذه الخطوة غير أن العيب الرئيس فيها هو قيام الباحثين عن عمل بوضع بياناتهم السرية على هذه المواقع لتنتهي بمسائل خطيرة وعليه فإن سلامة هذه البيانات ما زالت قضية غير محسومة حتى الأن كما أن الخطا في تحديد الهوية هي مشكلة اخرى تواجه القائم بالتوظيف .

أما في حالة التدريب والتطوير فإن التعليم الإلكتروني هو فرصة كبيرة توفرها بعض الشركات - ليس كلها - لموظفيها تساعدهم على رفع مستوى معارفهم فمواد التدريب موجودة على شبكة الانترنت وبإمكان الموظف استخدام هذه المواد والتدرب وإمكانية التعلم وفقاً لسرعته الخاصة التي يراها مناسبة .

كما أن هناك العديد من حلول التكنولوجيا المصممة خصيصاً للموارد البشرية مثل حلول إدارة موارد الشركة وتصميم كشوفات الرواتب والحضور والغياب ونظام مراقبة الأداء المحوسب والمستخدم من قبل بعض الشركات لمساعدتها في جمع البيانات عن طريق حساب عدد وحدات العمل التي يغطيها كل شخص في فترة زمنية حيث  يساعد هذا النظام في وقت واحد على حساب أداء حوالي عشرة ملايين شخص ولكن على الرغم من هذه البرامج وسهولتها ومميزاتها فإنها قد تحتوي عى بعض العيوب فالإختبار غير الملائم للتطبيق والتنفيذ الضعيف يمكن أن يؤديا إلى ظهور مشاكل في النظام كما أن استخدامه من قبل موظفين عديمي الخبرة يمكن أن يضيف مزيداً من الإرباك الذي ينتهي بالتالي إلى خفض الإنتاجية .

وفي حالة منافع الموظفين ، فإن استخدام الخدمة الذاتية للموظف ساعدت مدراء الموارد البشرية على تكريس مزيد من الوقت للقضايا الاستراتيجية مثل إدارة القوى العامة وتخطيط التعاقب الوظيفي والتعويضات ....إلى أخره من المهام ، أضف أنه من خلال هذه الخدمة سيتمكن الموظفين من الإطلاع على بياناتهم من معلومات الراتب ومواد التدريب ,,,إلى اخره والتأكد من أنها دقيقة ومحدثة .

بمساعدة حلول التكنولوجيا الخاصة بالموارد البشرية فإن المهمة التي يؤديها 2-4 اشخاص يمكن أن تنجر من قبل شخص واحد وهذا بالتالي يؤدي إلى توفير في التكاليف غير أنه يقلص من فرص الأعمال .

المؤسسة الإفتراضية 

تمثل شبكة من الشركات أو الموظفين المتصلين بواسطة أجهزة الحاسوب حيث يمكن للموظفين الافتراضيين العمل من أي مكان يختارونه من المنزل أو السيارة أو حتى خارج البلد وتلعب إدارة الموارد البشرية دوراً حيوياً في المؤسسات الافتراضية فالموظفين لا يلتقون وجهاً لوجه وهنا تأتي مسؤولية مدير الموارد البشرية في انشاء قناة اتصال نفسي بين مختلف الوحدات من جهة وموظفيها من جهة أخرى مع مراعاة تقريب الرؤية واهداف المؤسسة مع أهداف الموظفين .

وعلى الرغم من المميزات التي يمكن أن تحققها التكنولوجيا في تطوير مهام إدارة الموارد البشرية إلا أنه هناك مجموعة من المساوىء قد تجعل من استخدام التكنولوجيا مشكلة تخلق مجموعة مشاكل جديدة  ومن ذلك :

1- عندما تعتمد المؤسسة بشكل أكبر على التكنولوجيا كبديل عن الإنسان فذلك قد يسبب بفقدان محتمل للمواهب .
2- الموارد البشرية تعني إدارة الأشخاص وهذا يتطلب تفاعل بشري واتصال مباشر وجهاً لوجه غير أن التعامل مع التكنولوجيا لن يتوفر فيه أي تفاعل مباشر وبما أن العنصر البشري سيظل مهماً في الموارد البشرية لذلك يجب التوازن بين الجانبين.
3- التقادم التكنولوجي يمثل مشكلة بحد ذاتها فهو هنا يحدث بصورة سريعة جداً بحيث أن المعلومات تعتمد على تقنيات لا يمكن الوصول إليها في بعض الحالات وبالتالي فقد يؤدي الى زيادة في التكاليف .

وخلاصة القول أنه في هذه السوق سريعة النمو إذا لم تكن على دراية بأخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الموارد البشرية فتأكد أنك ستكون في أخر الصف ومنافسوك قد سبقوك بمراحل إلى تجربة التقنيات الحديثة  فيجب عليك تحديث معلوماتك عن الخيارات التي توفرها التكنولوجيا واختيار الأفضل من بينها والتي من شأنها أن تحدث فارقاً كبيراً في تحقيق كفاءة الأداء .